إفتتاحيات

”الهاربات ” أو حين تطيح وفاء الطبوبي  ”بقواعد النحو والصرف والإشباع”

صفا-نيوز /سميرة الخياري كشو

كلّ من تابع عروض مسرحية الهاربات للمخرجة ”وفاء الطبّوبي ” سواء كان ضمن أسبوع ” مواسم الابداع ” أو ”أيام قرطاج المسرحية ” خرج بداية بذات السؤال هنّ خمسة إناث وسادسهم ذكر  فلماذا عُنونت المسرحية باسم ”الهاربات” وهل تم إقصاء سادسهم بالحضور وتغييبه عمدا رغم كونه يشاركهم نفس المساحة والحيز الزمني للبطولة المشتركة ؟ فقد كان جزءا لا يتجزأ من الهروب الجماعي وبطلا من أبطاله قد لا يستقيم العرض من دونه.

لكن المتمعّن مليّا في تفاصيل الاختيار يمكنه ان يتفطّن الى جرأة المخرجة ومؤلفة العمل في تقديم معاناة الانثى  الطالبة أو العاملة المثقفة أوالمنقطعة عن التعليم أومربية الاجيال القادمة أومن تجمع قمامة المجتمع ومن تنظّف مخلفاته الداخلية ضمن صراعات العبث اليومي للحياة النسوية  التي لا تختلف عن الذكر الذي خصّته بدور الاصلاح والترقيع هو الاخر ..فلكّل منهم دوره ولكل منهم صورته التي رسمت الى وجهه والى كل تفصيلة من تفاصيل ثيابه وحركاته وملامح وجهه وحتى ردود افعاله ..

خمسة اناث وذكر يتقاسمون نفس الزمان ونفس المكان ونفس التاريخ ونفس الوجع  ونفس الهروب ..

لم تجد لهم صاحبة العمل من تكريم تاريخي سوى أنها مارست طقوس المساواة كما تراها هي …

أكتبها انا بين الأسطر ملتزمة بقواعد اللغة فأنسب الجميع للمذكّر ..وتفتك منّي وفاء الطبوّبي اللّغة  وتتمرد على الفصول الدراسية وعلى التاريخ وعلى قواعد النحو والصرف والإشباع ..

وتجعلهم ..أبطال المسرحية السداسي ”الهاربون” … الى ”الهاربات” ..

وكاّنه شكل من أشكال التمرّد على الواقع الذي لا يأبى أحيانا الاعتراف بنضالات المرأة في حياتها اليومية ..  

حتى كأني بوفاء الطبوبي إنتزعت العدل للأنثى من براثن اللّغة وانتصرت لها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »