
قال المخرج والممثل والمنتج الفلسطيني إياد حجاج، المقيم في هوليوود، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، إن تصوير فيلمه الجديد “قدمي في الجنة” كان بمثابة تحدٍ إنساني ونفسي كبير، مؤكدا: “لقد بكيت طوال رحلة صناعة العمل، من الكتابة إلى الإخراج والمشاركة التمثيلية، وكان الألم مضاعفا حين شاهدت أطفالي يبكون أيضا أثناء التصوير.”
وكشف حجاج أن الفيلم، الذي كتبه وأخرجه وأنتجه بنفسه، يمتد لـ15 دقيقة، وتم تصويره في غضون أسبوع واحد فقط في ضواحي هوليوود، بمشاركة أكثر من 70 فردًا بين ممثلين وفنيين. وأضاف أنه أشرف شخصيا على بناء خيم النازحين واختيار الملابس لتقديم مشهد أقرب ما يكون إلى الواقع المؤلم في غزة.
وأشار إلى أن طفليه، عمر ومايا، شاركا في بطولة الفيلم، حيث جسّد عمر دور الشهيد أحمد، بينما لعبت مايا دور “سمر” الطفلة التي تُبتر قدمها، موضحا أن مشاهد الاستشهاد والصراخ أثرت نفسيا عليه وعلى طفليه بشكل بالغ، قائلاً:
“استدعيت وجوه وأسماء أقاربي الذين استشهدوا في غزة، وكانت لحظات صعبة لم نستطع حبس دموعنا خلالها.”ويأتي فيلم “قدمي في الجنة” في سياق موجة سينمائية إنسانية آخذة في الاتساع، تسلط الضوء على الكارثة المستمرة في قطاع غزة، خصوصا معاناة الأطفال تحت القصف الإسرائيلي المتواصل منذ ما يقرب من عامين.
ويحمل الفيلم عنوانا ذا دلالة عميقة، يتقاطع مع واقع مؤلم عايشته غزة، ومن أبرز نماذجه قصة الطفلة عهد بسيسو، التي بُترت قدمها دون تخدير على يد عمها الطبيب بعد خروج مستشفيات المدينة عن الخدمة إثر القصف، في مشهد جسّد حجم المأساة الصحية والإنسانية في القطاع المحاصر.