
صفا/نيوز/ كتبت سميرة الخياري كشو
على ركح مسرح قرطاج قرطاج الأثري وفي دورته ال59 وفي اطار التبادل الثقافي بين تونس ودولة مصر ..أحيت الفنانة ”مي فاروق” الذكرى الخمسون لكوكب الشرق أم كلثوم ..تأكيدا على الدور المحوري الذي لعبته أم كلثوم في تشكيل وجدان الأمة العربية، بوصفها رمزا خالدا من رموز الفن المصري، وصوتا عابرا للأجيال لا يزال ينبض بالحياة في قلوب الملايين .

وسط بهرجة الأضواء والاخراج الركحي والشاشات العملاقة التي امتزجت باللّونين الذهبي والاسود القاني ..
اقتحمت ”مي فاروق” الركح بثوبها الساتان الحريري الأسود الملفوف بذيل طويل من نفس القماش مع تمّوجات بسيطة وهادئة .
زاد من جماله عقد بسيط واقراط من الألماس ..وبتسريحة بسيطة لشعر طبيعي مائل الى السواد .. فباتت أشبه بتلك البجعة السوداء القادمة من الزمن البعيد ..

عزفت الفرقة الموسيقية بأنامل من ذهب موسيقى ”السنباطي” و”محمد عبد الوهاب” و”الموجي” و”بليغ حمدي” …” الحبّ كلّو” و”هذه ليلتي” و”على بلدي المحبوب” و”جددت حبّك” و”فات الميعاد” ..قبل أن تواصل الإبداع في أغنية ”حلم” و”دارت الأيام ” متدت الى”بعيد عنّك” و”سيرة الحبّ” …
ا”البجعة السوداء” والبرنوس التونسي
واستغلت ”البجعة السوداء” الفرصة وهي تغني لجمهور قرطاج وللشعب المصري في ذات الوقت من خلال بث مباشر لثلاث قنوات مصرية ..دون اعتبار بثها المباشر لمحبيها عبر صفحاتها الخاصة على العالم الافتراضي .. لتؤدي أغنيتها الخاصة ”أفتكرلك إيه ” قبل أن تغني الأطلال …ومع دقات الساعة الصفر لمنتصف الليل ..سارعت ” البجعة السوداء ” للدخول الى الكواليس في حركات سريعة مهرولة وكأنما ”سندريلا” المغادرة لقصر الامير ..حيث انطلقت السنفونية في عزف رائعة ألف ليلة وليلة ….

..فكلّما امتدت ايادي قائد الاركستر المبدع ”محمد الأسود” ليمارس طقوسه في تحريك النوتات ..حتى يـأخذك خيالك الخصب الى ”بحيرة البجع” .. إحدى روائع (تشايكوفسكي) الموسيقية …
وتعود الأميرة مرّة أخرى الى ركح المسرح ..مغطات بالبرنوس التونسي التقليدي الذي يكاد يكون متناغما مع نفس قماش ثوب ” البجعة السوداء ” لتغني ” ألف ليلة وليلة ”
تأخذك الصورة والسينوغرافيا الى عالم ”الاميرة النائمة ”و”سندريلا ” و”عالم سحري من الإخراج المسرحي الفنّي بأنامل تونسية وعزف تونسي .وكلمات سحرية وألحان لعظماء ….فتتخيل النوتات الموسيقية التي كانت متماهية مع صفاء ونقاء صوت الموسيقى ..وتتساءل في قرارك نفسك ..
مالذي يمنع أن تكون عروضنا الفنيّة المكشوفة الى المسرح العالمي بكل هذا الرونق والجمال والإتقان ..؟
مالذي يمنع أن تكون عروضنا روائع ولوحات فنيّة وخاصة نقاوة صوت مكبرات الصوت ..التي يبدو وأنهّا لا تصاب بالزكام الا حين يكون المطرب محلّي الصنع …
أبدعت مي فاروق كجزء من الصورة التي أتمّ رسم واجهتها …إبداع تونسي بحت…