إفتتاحيات

”عربون 3 ” الفصل الأخــــير

بعضهم يراه عملا موسيقيا واخر  يعتبره عرضا مسرحيا يؤرخ لنوع معيّن من الموسيقى واخرون يعتبرونه فكرة مملّة …

لكنّني ومذ رأيته في العرض الاول .. أردت لنفسي ان أراه كما أريد أنا ان أراه ..عازف البيانو المحافظ على بصره المفقود بين” جرانتي العزيزة ” و”عربون ”…عازف البيانو أو هو العمدة ..تراه تدليلا لاسم عماد وأراه ” عمدة الحومة” ”عرّاب الاحتفالات السياسية” التي كانت تملأ الشعب داخل الاحياء الصغيرة .. الصورة تأخذك  اليها تلك الأعلام الصغيرة التي تزيّن الجانبين يمنة ويسرة …مع الأضواء الكاشفة ..التقليدية.

أبدا لم يداعب الجزيري أفكاره مكشوفة الى خشبة المسرح ..فهو دائما ما يترك لك المجال لتتخيّل ..تتخيّل الصورة التي تراها كما تراها أنت ..

يرّونها رباعي فرقة موسيقية  يقودهم فاقد بصر ..يعزف وصلاته حتى قبل دخول الجمهور ..الى الفراغ ..ويغادر الجميع نهاية العرض ويواصل هو عزفه وتحياته الى كراسي فارغة وخشبة غادرها العازفون أيضا..

ومطربة تغيّر فساتينها  بين الوصلة والاخرى  من تصميم الخمسينات والستينات الى الفستان الاحمر ثم الاحمر الممزوج بالسواد الامّع …. عبورا بفستان فضّي لامع هو الاخر مكشوف الكتفين… قبل ان ينتهي بها الامر الى فستان أقرب الى فستان عروس لعبة …موشوح بجاكيت حمراء تحمي من البرد ..تحمل بيدها دفاّ..

تغيّر فساتينها كما تغيّر أحذيتها ذات الكعب العالي ..من  الفضّي الى الاسود الى الابيض لينتهي بها الفصل الاخير الى حذاء عسكري مريح أسود خال من الغبار …ولا يغيّر قائد الاركستر جاكاته الا مرة واحدة حين يرافقها الى الوصلة الاخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »