أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار الملاعب / رباعي الأصول.. ثلاثي اللّغات.. ثنائي الاسماء

رباعي الأصول.. ثلاثي اللّغات.. ثنائي الاسماء

”مروان عبد الحميد” نجح في أن يكون ”Saint Levant” وفشل في أن يكون   ”Cendrillon ”

    صفا نيوز/ كتبت سميرة الخياري كشو

من أم فرنسية جزائرية وأب فلسطيني صربي  وولادة في القدس بتاريخ عاشر يوم من اندلاع انتفاضة الاقصى الثانية سنة 2000 وسط أصوات القنابل والرصاص المحرّم دوليا ..

وطفولة بين غزّة  حيث  كان والده يمتلك فندقا على شاطىء البحر إبّان صراع الإخوة الاعداء في أحداث 2007

 قبل انتقالهم الى الأردن والتحامه بأبناء عشريته في مخيمات الشتات التي غزت بهم عمّان.. ثم الى كاليفورنيا حيث أّتم تعليمه الجامعي ومنها الى  لوس أنجلس  للحياة …

فبين انجليزية المدرسة الدولية الامريكية …وفرنسية الام في المنزل ..وعربية الأب ورفاق الطريق …وجد نفسه مخضرم التاريخ والّلغات… رباعي الأصول …ثلاثي اللّغات.. ثنائي الأسماء…مسافر بين الازمنة والمشاهد المتناقضة.

سواء كان إسمه ” سانت ” او ”مروان” ..  ”ليفانت ”  او ”عبد الحميد”    فهو في نهاية الامر ”سانت ليفانت”  ”القدّيس ليفانت”  أو ليفانت الاسم التركي لكلمة  ”المشرق”  

 كلّ الطرق هنا تؤدي  الى نجاح واحد  هو كيف يمكنك ان تكون مبدعا في عالمك الخاص الذي اخترته لنفسك ..وكيف تقود الجميع اليك في زمن احتل فيه العالم الافتراضي حياة الناس .وكيف يمكنك أن تمتلكه افتراضيا ..ثم تلتقي به خارج الواجهة الافتراضية ..الى ساحة مسرح مهرجان دولي في  سهرة صاخبة أشبه بملهى ثائر كلّه مجانين …مجانين موسيقى اختلطت صرخاتهم مع صوت الموسيقى العالية …

حضر الجميع الجميع من نوتة موسيقية لعالم انقلوفوني الملبس والمظهر ورفاهية السيارات ونقاوة البشرة الناعمة التي لم تلفحها اشعّة الشمس ولا غبار الطرقات الي تنقطع فيها الاضاءة في ذروة القيلولة ولا تنقطع عنها المياه لساعات وأيّام .

 من عالم الوحدة الى عالم اللقاء المباشر في زمن الذكاء الاصطناعي ..حضر جمهوره الذي تعايش معه طيلة مسيرته الفنّية الافتراضية لثلاث سنوات فقط .. ومن ثم تلاعب بالجميع الذين  تحولوا  بدورهم الى سلسلة من الخواريزميات التي تتحرك على نفس الاتجاه وعلى نفس النوتة وعلى نفس الوتيرة ..فتراهم جميعهم دون استثناء ..هؤلاء الذي غادرو لتوهم  واجهة الهاتف المحلول  الى حجارة قرطاج ..يعودون الى داخل المحمول لبث العرض مباشرة الى هواتفهم ..وكأنما لا احد يوثق للواقع والكل يعيش خارج الزمن …

الكل يوثق لنفسه من داخل جهازهاتفه المحمول..الكل معلّق الى الة …يحملها بيده ..وكأنما قدّيس المشرق / او سانت لوفانت / او هو مروان عبد الحميد .. لا يمكن رؤيته الا من خلال هذا الجهاز الصغير …رغم كونهم لا يفصله عنهم الا بضعة أمتار قلائل ..بعضها كراسي أو أضواء عالية الجودة ..

رقص ” قدّيس المشرق ” الذي أختاره ليكون اسمه الغربي ..ففي عالم الانتقال الجغرافي وتعدد الجنسيات يحق لك ان تختار اسما غير اسمك ولقبا غير لقبك تضيفه الى سجلّك المدني … رقص ”مروان” الدبكة الفلسطينية …ورقص ”سانت”  على صوت الموسيقى الغربية ..وتناغمت أرجل  ” ليفانت ” على  الحركات التركية فرقص ”الهالاي ” و” الهورون” و” الزيبك ” .

 هكذا بدا طفل الامس عمره من عمر الانتفاضة ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي في سهرة هي اقرب الى حفل شبابي راقص حضره الالاف من متابعيه على السوشيل ميديا..

   مروان الذّي تعود على تقديم فقراته الفنيّة الشبابية في الملاهي في توقيت لا يتعدّى  60 دقيقة فقط …. وجد نفسه على قامة مسرح تصل مساحات عرضه الى ساعتين ..

ورغم كل الارتجال الذي اضافه الى حفله الا انه لم يتمكن من بلوغ مرحلة الساعتين وانهى الحفل قبل منتصف الليل ب40 دقيقة …

استطاع مروان  ان يجعل من عالم الديجيتال عرضا مسموعا مرئيا  ومنقولا من جديد الى العالم الافتراضي …

نجح في جلب الالاف من الجماهير الشبابية …نجح في مشاركتهم رقصتهم بتشجيع من والده الذي كان يرافقه في عروضه كموّزع اسطوانات ونجح في اعادة تحديث وجهة القضيّة…القضيّة الفلسطينية التي كبرت معنا في ذكراها الخامسة والسبعون من النكبة …

واختار مروان  أن يرسل رسالته الصغيرة الى الجميع باستغلال هذا العالم السريع للسوشيل ميديا لاحياء القضية .. فعالم النات هو العالم السحري الذي يجعلك تختار أسلحتك بعناية وحريّة ..قد تكون نوتة موسيقية او رقصة ..او عرضا فنّيا ..أو موسيقى مختلطة بعدّة انماط ..

نجح ”القدّيس  المشرقي” أو ”مروان  الحجر الابيض” في إبلاغ صوته .. في إعلان أنّه فلسطيني الى كل العالم ..في توقيت خذل فيه كل العالم غزة…….لكنه فشل في أن يبلغ توقيت سندريلا   …

يحتاج القديس المشرقي ..ربّما إلى أكثر من استراحة داخل العرض الذي بدأه بالتحيّة العسكرية ومزجه بكلمات اغاني تتراوح بين العربية والانجليزية والفرنسية وداعب فيه أوتار العود والساكسوفون  والكوفية والعلم الفلسطيني والجزائري والتونسي …

صورة بصرية للراي والفلامنكو والشعبي …

لم ينهيه هذه المرّة بتهشيم الكرسي البلاستيكي كما تعودّ في عروضه السابقة .