أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار الملاعب / ” حين تُحلّق الكوفية الفلسطينية” في سماء مسرح أوذنة الأثري

” حين تُحلّق الكوفية الفلسطينية” في سماء مسرح أوذنة الأثري

🌿. على ركح أوذنة الدائري، المتربّع في قلب الموقع الأثري الروماني العريق، التقى التاريخ بالتاريخ، فامتزج التراث الفلسطيني العريق بجدران تعود إلى قرون مضت، في مشهد أعاد الاعتبار للفن الشعبي كأداة مقاومة وإحياء لذاكرة الشعوب. ويتميّز مسرح أوذنة بتصميمه نصف الدائري الذي يسمح بتفاعل بصري وسمعي مباشر مع الجمهور، وهو ما جعل من العرض تجربة حسّية متكاملة.

في إطار فعاليات مهرجان أوذنة الدولي وتحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، وبدعم من الإدارة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، خصّصت سهرة أمس الاثنين 4 أوت 2025 بموقع أوذنة الأثري للتراث الفلسطيني.

من خلال عرض فني استثنائي قدّمته فرقة الكوفية للتراث الشعبي الفلسطيني، سفيرة الهوية الثقافية والنضالية لشعب ما انفكّ يتمسّك بأرضه وتراثه وإرثه اللامادي.

🌿. لم يكن العرض مجرّد تقديم لحركات الدبكة وأزياء تراثية، بل كان تجسيدًا جماليًا حيًّا للرسالة الفلسطينية المتأصّلة في المقاومة الثقافية. برقصاتهم المُتقنة، وإيقاعاتهم المتواترة، وأزيائهم المطرّزة بألوان الأرض، نقل أعضاء الفرقة مشاهد تحاكي يوميات الفلسطيني، فرحًا وألمًا، صمودًا وأملًا. لوحاتهم كانت بمثابة فصول من رواية شعب كتب تاريخه على الأرض وعبر الأجيال، تتنقّل فيه الكوفية من رمز إلى مشهد، من رقصة إلى ترنيمة، ومن استذكار إلى إحياء.

🌿. وقد تضمّن البرنامج فقرات متنوعة أبرزها مداخلة شعرية مع غزة، تلتها لوحات راقصة وغنائية بعنوان “شدو بعضكم”، “سيداتي”، “على عهدي على ديني”، “خضراء”، “جفراء”، “فلسطين الروح”، و”علي الكوفية”، إضافة إلى لوحة فنية مهداة إلى الشاعر محمود درويش، واختُتم العرض بكوكتال من التراث الفلسطيني.

🌿. منذ اللحظات الأولى لصعود أعضاء الفرقة إلى الركح، كان التفاعل الجماهيري لافتًا؛ تصفيق حارّ، ترحاب واسع، ودموع فخر واعتزاز ارتسمت في العيون. وقف الحاضرون طويلاً احترامًا للفرقة، وكأنهم يستقبلون الوطن نفسه. ومع توالي اللوحات الفنية، كان الجمهور يُصفّق على الإيقاع، يُردّد الأهازيج، ويُطلق الزغاريد تعبيرًا عن التقدير والدعم. وقد مثّل هذا العرض مناسبة ثقافية وإنسانية حملت في طيّاتها أبعادًا رمزية عالية.

🌿. تُجسّد هذه السهرة واحدة من أبرز محطات مهرجان أوذنة الدولي للفنون الشعبية، الذي جاء هذه السنة في دورة استثنائية تُكرّس أهمية الفنون الشعبية كرافد من روافد حفظ الهوية الوطنية ومقاومة النسيان. كما تندرج ضمن الرؤية الوطنية التي تهدف إلى إبراز التراث الشعبي، ليس بوصفه ماضياً ساكناً، بل كأداة فاعلة للحوار والتعبير والانتماء.

🌿 تُختتم فعاليات مهرجان أوذنة الدولي للفنون الشعبية اليوم الثلاثاء 5 أوت 2025، بسهرة تونسية يحييها الفنان نورالدين الكحلاوي رفقة ابنته مريم نورالدين، في عرض يُنتظر أن يجمع بين الأصالة والإبداع، ويكون مسك الختام.