إفتتاحيات

حين يلعب ” معز القديري ” دور ” الساحر الشرّير”

تخيل نفسك تحضر عرضا مسرحيا ..فتجد نفسك مجبرا بعد العرض للخضوع لراحة نفسية باحثا عن منفذ للهروب من الصندوق الذي أقحمك اليه صاحب العرض دون استئذان ..ودون موعد مسبق ..وكأنّما تصارع نفسك أيضا هروبا من العبور الى الضفّة الاخرى ..وتجد نفسك مرّة أخرى عالقا الى الصندوق الذي حاول ايهامك صاحبه انه جزء من العرض المسرحي ..لكن تكتشف في نهاية الامر أنه أقحمك داخل العرض لتصبح انت نفسك المتفرج العابر للسبيل جزءا من عمله المسرحي …
أبدع معز القديري في مسرحيته ” 9 ” ..بأن لعب دور الساحر الشريّر الذي يمارس الخدعة على خشبة مسرح دون ستار دون منصّة تفصله عن الجمهور ..جاعلا من فضاء المسرح نفسه صندوقا مغلقا تبحث لنفسك فيه عن منفذ للهروب ..الى خارج المسرح أو ربّما الى خارج الصندوق ..
فيمارس خدعه النفسية تباعا ويمنحك هوّة عميقة تجعلك تركن للراحة .. تتجاوز اكثر من عرض اخر مفتوح للعموم ..ويحاصرك بكل تلك الالاعيب التي مارسها الى طقوس حركات الممثلين الذين لم تدرك ملامحهم حتى بعد مغادرة العرض …
أسبوع الإبداع المسرحي يحتاج الى اكثر من أسبوع لتلملم شتات أفكارك المبعثرة هنا وهناك حتى تتمكن من الافلات من دراماتورجياته النفسية وتتخلّص من صراع شخصياته التي تتلبسّ كل من يقامر ليشاهد مسرحيته .

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »