أخبار ثقافية

أيام قرطاج السينمائية-الفيلم السوداني «ستموت في العشرين»: قوة النبوءة الخرافية في مواجهة إرادة الحياة

صفا-نيوز/ كتبت حليمة السويسي

يأخذنا المخرج السوداني أمجد أبو العلا، في فيلمه الروائي الطويل «ستموت في العشرين»، على مدى أكثر من ساعة ونصف، في رحلة عميقة إلى عوالم الأساطير والخرافات والتكهنات،

حيث يروي قصة إنسان يسيطر على مصيره نبوءة بالموت عند بلوغه سن العشرين.

في قرية سودانية يلجأ سكانها إلى التصوف وحلقات الذكر هرباً من الفقر وشظف العيش، ترزق أسرة بطفل ذكر يُسمونه «مزمل».

يهرع الوالدان إلى شيخ القرية ليباركه ويعوذه، لكن فرحتهما تنهار أمام نبوءة مفادها أن هذا الطفل البريء سيموت عند بلوغه العشرين عاماً.

مع نمو «مزمل»، تنمو معه المأساة في نفسه، ويلاحقه شبح الموت مع كل عام يزيد في عمره قوة وعنفواناً.

أصبحت القرية كلها تنعته بـ«ابن الموت»، هرب أبوه بحجة العمل خارج البلاد، وحتى أمه التي تحمل همّه لبست الأسود حداداً على موت لم يحدث بعد. يظل «مزمل» ينتظر الموت المحتوم وفق النبوءة التي سيطرت على حياته وأفسدت أيامه، فيفشل في الحب وتضيع أحلامه على تخوم العدم.

عاش البطل موتاً وهو حيّ، وباع يقين الحياة بوهم الموت، إلى أن يلتقي «سليمان»، الرجل المتمرد على تقاليد القرية واعتقاداتها، الذي يحاول بكل جهد وحيلة إقناع «مزمل» بأن النبوءة مجرد تكهن خرافي لا يمس سقف العقل.

تعمد المخرج أمجد أبو العلا ترك النهاية مفتوحة، فحتى اللحظات الأخيرة لا نعرف هل تحققت نبوءة الشيخ ومات مزمل، أم انتصر العقل وعاش.

كما تعمد عدم التعمق في قضايا حساسة مرّ عليها الفيلم، مثل التحرش بالصبيان من قبل بعض المشايخ، والتي أثارت ضجة كبيرة في السودان وجذبت اهتمام الصحافة الاستقصائية العالمية.

التانيت الذهبي

حاز فيلم «ستموت في العشرين»، الذي فاز بـالتانيت الذهبي في الدورة الـ30 لأيام قرطاج السينمائية عام 2019، على العديد من الجوائز الدولية الأخرى.

عرض عالمياً لأول مرة في الدورة الـ76 لمهرجان البندقية السينمائي، وحصل على جائزة «أسد المستقبل» لأفضل عمل أول.

كما شارك في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي، ونال نجمة الجونة الذهبية لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

الفيلم مقتبس عن قصة من مجموعة «النوم عند قدمي الجبل» للكاتب السوداني حمور زيادة، وشارك في كتابة السيناريو المخرج أمجد أبو العلا مع الكاتب الإماراتي يوسف إبراهيم.

صُوّر في منطقة الجزيرة جنوب الخرطوم، وبطولة: مصطفى شحاتة، إسلام مبارك، بثينة خالد، طلال عفيفي، بونا خالد، مازن أحمد، محمد أحمد الشاعر، ومحمود ميسرة السراج. إنتاج مشترك بين شركتي «ترانزيت فيلمز» و«فيلم كلينك» وشركات أخرى، بتمويل من السودان ومصر وألمانيا والنرويج وفرنسا.

أكد أمجد أبو العلا، في حلقات نقاشية سابقة بعد عرض الفيلم، أنه بعد سنوات من إنتاجه أصبح ينظر إليه بنظرة مختلفة، ولو أخرجه اليوم لفعل ذلك بطريقة أخرى، معبراً عن تطور رؤيته الفنية نحو تجارب سينمائية جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »