قراءة في عرض” باراســـول” ” فيلم عائلي كوميدي” متحررّ من قيود الدعم الاجنبي


صفا نيوز / تونس /سميرة الخياري كشو
في قاعة الكوليزي بالعاصمة إنطلق العرض قبل الأّول الثاني 2/1 لفيلم ”هيفل بن يوسف” ” باراسول ” بعد أن تم عرض ”العرض الاول” 1/1 في مدينة سوسة.
فيلم يتراوح بين الكوميدي والرومنسي العائلي الفكاهي حاملا بين طيّاته عديد القضايا المهمّة الاجتماعية التونسية من خلال روتين حياة زوجين يختلفان في رؤيتهما للحياة بين حميدو المحاسب المحافظ التقليدي والمحتفظ بتقاليده وعاداته وبيت جدّه التاريخي الذي يحمل عبق التاريخ من جدرانه وزخرفته وديكوره الساحلي المشابه للحياة النابلية من خلال أدوات المطبخ والاكل .
وبين الزوجة المحامية ليليا التي تسعى للانفصال القانوني بهدوء والحالمة بحياة افضل والراغبة في الاستغناء عن بيت الجدود وبين حميدو التقليدي المحافظ على هاتفه الذي يعود الى فترة التسعينات ..
تجد نفسك امامك جيلين مختلفين جيل النوكيا 3310 وجيل الايفون …جيل قررّ مواكبة التعايش مع السنوات التي تسارعت من خلال الملاهي الليلية الصاخبة .. وجيل بقي يعايش اواخر التسعينات..بالبحث عن استراحة منزلية وجيل مشابه له يرغب هو الاخر في البحث عن الصخب الهادئ ضمن صورة المطاعم العابقة بالرومنسية البسيطة.
رغم كون الزوجين متقاربين في السن ويبلغان سنتهما العشرين للزواج ..الا انهما بدى مختلفين في ادارة شؤونهما الداخلية.
لا تصّدق كل ما تراه
يفشل الزوجان في ابلاغ ابنيهما المراهقين بخبر الانفصال الذي يكتشفانه بمفردهما صدفة ويحاولان استعادة قرار الأّم ..باجبارهما على خوض تجربة التقارب من جديد …
وحتى لا نتجاوز احداث الفيلم ..الذي يحمل العديد من الدراما والكوميدية المستحبة والعائلية فان خاتمة الفيلم جاءت لتؤكد أنه أن لا تصّدق كل ما تراه …فأحيانا هناك اسرار تخفي وراءها صفات يصعب مقارنتها بالمال أو بالحداثة ….
وهو ما اكتشفته ليليا التي كانت تحاول مسايرة حياة صديقتها سميرة المتزوجة من” شوقر دادي” المتصابي .
الفكرة ليست جديدة
فكرة الفيلم كفيلم ليست جديدة فسبق لنفس الفكرة تقريبا أن تم استعمالها في فيلم امريكي ..ورغم ان المشاهد الاولى للفيلم تبدو ممّططة وممّلة في بعض الاحيان وليست متسارعة اذ بدت وكأنها اقرب الى سيتكوم تلفزي ..
الا ان ما يسجّل في جراب مخرج الفيلم او منتجيه وممثليه أنه أولاّ فيلم خال من تاريخ السينما التونسية التي جعلت من ثقافة السينما العائلية مغيّبة تماما تفاديا للتصادم مع ايحاءات جنسية او ألفاظ سوقية مسترسلة أو حتى مشاهد جنسية مُسقطة .
جيل يعيش التاريخ ويعايش التقاليد
ثانيا هو فيلم يقدّم جانب مهمّ من السياحة التونسية من العادات ومن الارث التقليدي والديكور …فيأخذك الى محاولة التدقيق في أبسط التفاصيل…بين المكان سوسة ” سوسة التقليدية ” وسوسة ” الملاهي الليلية ” وتقاليد ”مدينة نابل ” و ألوان سيدي بوسعيد ” المتميزة عالميا .. فتتداخل بينهما الصورة لتنتج جيلا يعيش التاريخ ويعايش التقاليد ويرافق ملهى ثائر يشابه الى حد ما كتاب ورقي يجلس الى واجهة شاشة كمبيوتر من الجيل الجديد للالكترونيات ..
فالزوجان ليليا وحميدو رغم اختلافهما المعلن من خلال طريقة تواصلهما مع العالم الخارجي الهاتف بين ”النوكيا 3310” و”الايفون” الاّ انّهما بدا متقاربين في فكرة البحث عن الهدوء النفسي وحين حاولا ابنيهما عزلهما عن التواصل الخارجي من خلال الغاء الهاتفين الحاملين لصورة نوعية التواصل بين الحداثي والتقليدي وجد الزوجين نفسهما متقاربين مختلفين أيضا من خلال الصورة النمطية لفراش الزوجية الذي كان يفصلهما بعدّة وسائد …ليؤكد المخرج من خلال رؤيته للمشهد أن الخلاف والاختلاف يتجاوز مرحلة التواصل الخارجي لينغمس الى عمق التواصل المنزلي الشخصي .
فيلم ” باراسول ” أو هي” المظلّة الشمسية للبحر ” التي تلم شمل العائلة ككل..هو فيلم عائلي اجتماعي كوميدي بامتياز .
فيلم يستحق المشاهدة والمتابعة والتشجيع للإنتاج التونسي تونسي المحلّي … ليؤكدّ أن الجيل الجديد من الشباب العاشق للفنّ والسينما يمكنه أن يُبدع تدريجيا من خلال العمل المتواصل ..دون الحاجة الى دعم مادي أجنبي يفرض علينا مشاهد جنسية مُسقطة في السينما ..
وأنّه يمكن للجيل الجديد أيضا أن يصنع ثقافة سينما كاملة داخل الأسرة التونسية حيث يمكن للعائلة بمختلف أفرادها وسنّهم التواجد معا داخل القاعات .
الفيـــلم متـــاح للعرض
الفيلم سيكون متاحا في مختلف القاعات التونسية يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 2025. فيلم عائلي يستحق المشاهدة برفقة كلّ أفراد العائلة دون إحراج. …
من هو هيفل بن يوسف
هيفل بن يوسف، هو مخرج ومنتج وسيناريست ومصور تونسي.
من أهم أعماله الفنية/
الفيلم الوثائقي “ولدك راجل” الذي يتطرّق فيه إلى ظاهرة الهجرة غير النظامية
- فيلم “ستارتاب”
كما له مجموعة من الأفلام القصيرة/
- أبرزها “الماندة” (جراية التقاعد)
- “الحـــــسّ”
- “بســـــــكلات”
- كما أخرج المسلسل التلفزيوني الدرامي “باب الرزق”






